Abstract:
استودع الله في القرآن الكريم ما يصلح شأن الإنسان في المعاش والمعاد وما يصلح شأن الدنيا من حوله، فكان كلامه مكتنزا طوى المعاني الكثيرة في العبارات الموجزة، فكل ما يَجِدُّ به الزمان والمكان والحال يجد له أهل الذكر ما يوافقه من معاني القرآن، فدلالات القرآن متجددة، والمفسرون أعملوا عقولهم وقلوبهم تفكيرا وتدبرا، فجعلوا من خصائص التعبير القرآني وسائل للتقليب وتشقيق الدلالات، ويهدف هذا المقال إلى بيان خصيصة "اللف والنشر" بوصفها محسنا بديعيا معنويا، وكيف اتخذها المفسرون آلة من آلات إنتاج الدلالة وتوسيع المعاني القرآنية. والمتتبع لمواضع اللف والنشر في القرآن الكريم يجد أنها فتحت أبوابا لدلالات كثيرة، فلا تكاد تجد جملة قرآنية لفت خبرين ثم نشرت تفصيلهما إلا وقرأ المفسرون من خلالها أكثر من دلالة في التفصيل والإجمال. والبحث في غزارة الدلالات القرآنية وتعددها غاية سعى إليها المفسرون والعلماء؛ لأنها باب كبير من أبواب تيسير الدين، وأمارة على مرونة الشريعة الإسلامية واتساع أفقها، فمعاني القرآن لا يضيق بها صدر ولا تنفر منها نفس، وذلك كله كفيل بتحبيب هذا الدين إلى النفوس والقلوب، وقد حاول هذا البحث إضاءة هذه السبيل.
In the Holy Quran, Allah has provided guidance for human affairs in both this life
and the hereafter, as well as for the world around him. His words are rich, encompassing
many meanings within concise expressions. Whatever changes occur in time, place, or
circumstance, scholars find corresponding meanings in the Quran. The meanings of the Quran
are ever-renewing, and interpreters have employed their intellects and hearts for reflection and
contemplation, making use of the distinctive features of Quranic expression as tools for
exploring and elaborating meanings.
This article aims to elucidate the rhetorical device of "al-laf wa al-nashr" (figure of
speech consisting of naming many objects and accompanying everyone by an adequate
adjective) as a means of expanding and elaborating meanings, and how interpreters have used
it to generate and broaden Quranic interpretations.