الخلاصة:
يهدف هذا البحث إلى دراسة مدي استفادة المعاقين بصريا من خدمات المعلومات التي تقدمها المكتبات المركزية الجامعية بالجزائر من خلال توفير مصادر المعرفة المناسبة والخدمات المواتية وتلبية الاحتياجات العلمية الخاصة بهذه الفئة.
خصّت هذه الدراسة المكتبات المركزية الجامعية لكل من جامعة الجزائر1 بن يوسف بن خدّة وجامعة الجزائر2 أبو قاسم سعد الله وأخيرا جامعة الجزائر3 بدالي إبراهيم. ومن خلال هذه الدراسة تبين دور وأهمية المكتبات المركزية الجامعية في مسايرة الطالب المعاق بصريا لمتابعة دراسته الجامعية.
تنقسم الدراسة من الجانب المنهجي إلى جزأين رئيسيين، جزء أول قدمنا فيه مختلف المفاهيم المتعلقة بالمعاقين مع التركيز على تعريف الإعاقة البصرية ودراسة الجانب السيكولوجي للمعاق بصريا والكشف عن شخصيته، مع استعراض أهم المراحل التاريخية لاهتمام العالم بالمعاقين بصريا من الناحية التعليمية والتثقيفية من خلال عرض أهم التشريعات والاتفاقيات الأممية التي جاءت في حق المعاقين بصفة عامة والمعاقين بصريا بصفة خاصة.
أتممنا هذا الجزء بتقديم دراسة تفصيلية لأبرز مواصفة دولية نص عليها الاتحاد الدولي للمكتبات والمؤسسات لتسهيل استعمال المكتبات من طرف المعاقين وقد اعتمدنا في هذا التفصيل على أهم المحاورالمكونة لهذه المواصفة والمتمثلة في: (محور إمكانية الوصول واستعمال مباني المكتبات، محور إمكانية استعمال أوعية المعلومات والاستفادة من الخدمات، ومحور إمكانية استعمال التكنولوجيات الحديثة وشبكات المعلومات).
وفي الجزء الثاني قمنا بتقديم الدراسة الميدانية التي أجريت للتعرف على مدى خدمة المكتبات المركزية الجامعية للطلبة المعاقين بصريا من خلال دراسة حالة ثلاثة مكتبات مركزية لثلاثة جامعات بالجزائر. وقد أظهرت الدراسة أنّ المكتبات المركزية للجامعات المدروسة تقصر إلى حد بعيد في خدمة الطلبة المعاقين بصريا وعاجزة عن تلبية متطلباتهم العلمية والمعرفية نظرا لغياب سياسة معلومات واضحة المعالم تسعى إلى تسهيل استعمال هذه المؤسسات وتوفير خدمات معلومات خاصة بالمعاقين بصريا.
وفي الأخير اقترحنا مجموعة من التوصيات نهدف من خلالها إلى خلق سياسات واستراتيجيات للرفع من مستوى المكتبات المركزية الجامعية بالجزائر وتحديد احتياجات ورغبات كل الطلبة الجامعيين الأسوياء منهم والمعاقين. ووضع خطة تهدف إلى تسيير وتنظيم المكتبات المركزية الجامعية، وتوفير خدمات تتناسب وخصوصية الإعاقة البصرية وتتماشى مع عصر التكنولوجيات الذي نعيش فيه.